تسبب فيروس كورونا الجديد "كوفيد 19"، فى حالة ذعر كبيرة لدى الناس حول العالم، ما يجعلهم يبحثون عن كافة طرق الوقاية والتحصين لتجنب الإصابة بالمرض القاتل، لتعود بنا تلك الحالة إلى أيام الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة، التى جعلت الناس يعتقدون أن نهاية العالم تقترب، فيسارعون إلى "التحصن" قبل فوات الأوان، وشراء مواد تساعدهم على البقاء على قيد الحياة لفترات زمنية طويلة، وهو الأمر ذاته الذى يحدث الآن، خاصة فى الدول الأكثر تفشيًا للمرض.
وبالإشارة لحقبة الحرب الباردة، فإنه خلال تلك الفترة انتشرت عمليات بيع الملاجئ المحصنة ضد حرب نووية، خصوصا فى الولايات المتحدة، ومؤخرا، ومع بدء تفشى فيروس كورونا الجديد، أخذت مبيعات هذه الملاجئ التى تعرف بـ"ملاجئ القيامة" بالارتفاع مرة أخرى، حيث تقوم شركة "فيفوس"، التى تتخذ من كاليفورنيا مقرًا لها، ببناء وتحويل الملاجئ تحت الأرض لتحمّل أسوأ الكوارث الطبيعية وتلك التى قد تكون من صنع الإنسان.
الأثرياء في أمريكا يشترون ملاجئ فاخرة:
أشارت مجلة فوربس إلى انفجار الطلب على هذا النوع من العقارات الفاخرة، وتنقل عن مالك شركة Rising S Bunkers، غاري لينش، الشركة التي تقوم ببناء وصيانة الملاجئ تحت الأرض، أن الطلبات عليها ارتفعت بنسبة 2000 %.
إلا أن سبب البحث عن سكن آمن ليس وباء فيروس كورونا COVID-19، إنما أصحاب الملايين في الولايات المتحدة يخشون انفجار الوضع الاجتماعي بسبب الوباء. فقال لينش: "يبحث عملاؤنا عن الحماية، بشكل أساسي من شيء واحد". "لا يهم ما يحدث في البلاد، حرب على أرضنا، زلزال كارثي، كالذي وقع في نيو مدريد في القرن التاسع عشر، جائحة، كالتي نشهدها الآن، فالأهم هو أننا قد نجد أنفسنا على حافة انهيار المجتمع، وهذا هو الخطر الحقيقي الذي يتهددنا".
حقيقة أن هناك حاجة إلى مكان يحمي من المواطنين الغاضبين المحتملين، أكدها الذين اشتروا ملجأ وجهزوه قبل فترة طويلة من جائحة COVID-19. فالملجأ الذي جهزه تيري يغطي مساحة 140 مترا مربعا، ويقع في ولاية أوهايو، وقد تم تصميمه بحيث يمكن أن تعيش فيه عائلة لديها ثلاثة أطفال بشكل مريح لمدة تصل إلى ستة أشهر.
كلف تجهيز الملجأ حوالي مليون دولار أمريكي، وهذا ليس أغلى ملجأ تحت الأرض يمكن شراؤه في الولايات المتحدة: فتكلفة مثل هذه المخابئ التي تقدمها شركةRising S Bunkers ، تتراوح بين 40 ألف دولار و 8.35 مليو دولار.
بناء الملاجئ الفاخرة تحت الأرض ليست موضة جديدة في الولايات المتحدة: فقد بدأت من بضع سنوات مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية. فقد أقلق أصحاب الملايين عدم إمكانية التنبؤ بنتائج اختيار الأمريكيين ترامب، وباتوا يخشون أن يطلق
رئيسهم حربا عالمية ثالثة.
وكما قال لينش لشبكةCNN : بعد انتخاب ترامب في العام 2016، ازداد الطلب على الملاجئ بنسبة 700 % مقارنة بالعام 2015.
فيروس كورونا ينشط سوق بيع "ملاجئ القيامة" فى أمريكا
وقد تم إعداد هذه الملاجئ فى موقع قاعدة بلاك هيلز العسكرية التابعة للجيش سابقا، حيث تم تصميم كل ملجأ للبقاء على قيد الحياة حتى عند التعرض لقوة تفجير هائلة، وذكرت شركة "فيفوس"، فى بيان: "أعضاؤنا ليسوا من المؤمنين بنهاية الكون ولا نخبة الواحد فى المئة من أثرياء العالم، وإنما أناس متعلمون جيدًا ولديهم معرفة بالأحداث العالمية الحالية وشعور بالمسؤولية وهم يعرفون أنهم يجب أن يهتموا بحماية عائلاتهم خلال هذه الأوقات الملحمية والكارثية المحتملة".
وقد تم إعداد هذه الملاجئ فى موقع قاعدة بلاك هيلز العسكرية التابعة للجيش سابقا، حيث تم تصميم كل ملجأ للبقاء على قيد الحياة حتى عند التعرض لقوة تفجير هائلة، وذكرت شركة "فيفوس"، فى بيان: "أعضاؤنا ليسوا من المؤمنين بنهاية الكون ولا نخبة الواحد فى المئة من أثرياء العالم، وإنما أناس متعلمون جيدًا ولديهم معرفة بالأحداث العالمية الحالية وشعور بالمسؤولية وهم يعرفون أنهم يجب أن يهتموا بحماية عائلاتهم خلال هذه الأوقات الملحمية والكارثية المحتملة".
وأضافت: "
تيجة لتهديد فيروس كورونا الجديد الحالى وما سيتبعه من عواقب، ازداد الطلب على ملاجئ فيفوس بشكل كبير، حيث يشعر الناس أن العالم على وشك الانهيار عسكريا، بدءا من كوريا الشمالية إلى إيران، واحتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة مع روسيا والصين".
وتابعت أن "كثيرًا من الناس يتنبأون باحتمال ظهور طاعون آخر، أو حدوث انهيار اقتصادى جديد، إلى جانب التغيرات الكبرى فى الأرض التى يحتمل أن تسببها قوى كونية، بما فى ذلك شمسنا، وسقوط الكويكبات".
وتزعم الشركة أن ما يصل إلى 10 آلاف شخص يمكنهم البقاء على قيد الحياة فى الموقع الذى يوفر ملاذا ضد أحداث كارثية مثل الحروب والكوارث الطبيعية والأوبئة، وتتوفر فيه الأغذية والمياه والوقود والإمدادات للبقاء على قيد الحياة لمدة عام على الأقل.
وفى هذه الأثناء، يستمر فيروس كورونا الجديد فى الانتشار فى جميع أنحاء العالم منذ ظهوره فى مدينة ووهان بمقاطعة هوبى بالصين، حيث الغالبية العظمى من الوفيات والإصابات، كما تعد كل من كوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران من النقاط الساخنة للإصابة إلى جانب الصين، كما ينتشر الفيروس أيضا فى الدول الغربية مثل فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا.
