آخر المواضيع

التهميش يُفجّر غضب آيت بوكماز: مسيرة احتجاجية تخترق جبال "الهضبة السعيدة"


في مشهد مؤلم ومُلهم في آن، خرج سكان آيت بوكماز – الواقعة في عمق الأطلس الكبير، والمعروفة سياحيًا بـ"الهضبة السعيدة" – في مسيرة احتجاجية صامتة وغاضبة، اخترقت الوديان والجبال الباردة، لتُسمِع صرخة المهمشين في مغربٍ يتسارع نحو المركز ويُمعن في إهمال الأطراف.

"الهضبة السعيدة" الحزينة
آيت بوكماز، هذه المنطقة الجبلية التي توصف في الكُتيبات السياحية بـ"جنة الطبيعة"، تقبع في واقعٍ مرير من الجفاف، الفقر، البطالة، انعدام البنية التحتية وحرمان أبنائها من أدنى شروط العيش الكريم.
رغم المؤهلات الطبيعية والسياحية الهائلة، يُجمع السكان على أن المنطقة لم تستفد من أي عدالة مجالية أو إنصاف تنموي.

🗣️ من قلب التظاهرة، صرخ أحد المتظاهرين:
"أبناؤنا يمشون 5 كلم للوصول إلى مدرسة متهالكة… أي مستقبل تُريدون لنا؟"
مطالب بسيطة… تجاهل مريب
رفع المحتجون لافتات تعبّر عن مطالب اجتماعية أساسية:
توفير الماء الصالح للشرب
إصلاح المدارس وفتح داخليات
ربط القرى بـشبكات الطرق والكهرباء
فتح مركز صحي مجهز
دعم الفلاحين الصغار في مواجهة الجفاف والهجرة


لكن الأكثر إثارة للغضب، بحسب السكان، هو "صمت الجهات الرسمية" وغياب أي مبادرة استباقية، بل حتى تواصُل بسيط مع الساكنة الغاضبة.

"الحرمان الشامل": ليس فقط البنية التحتية
الاحتجاجات لم تكن فقط من أجل الطرق أو الماء… بل جاءت كصرخة جماعية ضد الحرمان المعنوي أيضًا:
لا زيارات وزارية
لا إعلام ينقل معاناتهم
لا مشاريع تنموية مستدامة
لا صوت لهم في مركز القرار

"نحن في مغرب آخر، مغرب النسيان والتهميش، مغرب لا يصل إليه شيء سوى الصبر والبرد" – تعليق من أحد شيوخ القرية.

شباب بدون مستقبل… ومغادرة صامتة
البطالة وسط شباب آيت بوكماز بلغت مستويات مأساوية.
لا معامل، لا تعاونيات، لا أمل في عمل.
فمنهم من يغادر إلى المدن في صمت، ومنهم من ينزوي في الجبل، ينتظر فرجًا لا يأتي.

هل يسمع أحد في الرباط؟
رغم تداول صور المسيرة على مواقع التواصل، واهتمام محدود من بعض النشطاء، لا يزال الشارع الرسمي صامتًا.
لا بلاغ، لا توضيح، لا وعود.

"من يربح مغربًا من دون جباله؟"
صرخة آيت بوكماز هي صرخة قرى بأكملها في الأطلس والريف والجنوب الشرقي.
هي صرخة الوطن الحقيقي، المنسي خارج المدن.

فهل من يستفيق؟
وهل ستبقى "الهضبة السعيدة" أسطورة على الورق فقط، بينما سكانها يمشون حفاة بين الفقر والنسيان؟
إذا سقطت الجبال، لا تبقى للمدن جذور.
فاحذروا غضب الصامتين.