آخر المواضيع

هل يهدد كأس العالم 2030 قطاعًا من المغاربة؟ من المستفيد الحقيقي؟ وماذا بعد “المونديبال”؟


في ظل الاستعدادات الحثيثة لاستضافة كأس العالم 2030 بالشراكة بين المغرب، إسبانيا، والبرتغال، يتعاظم الحديث عن "فرص التنمية" التي قد يتيحها هذا الحدث الضخم، ولكن في الجهة المقابلة، تظهر تساؤلات مؤرقة لدى شريحة من المغاربة:

هل سيكون المونديال فرصة للجميع… أم مشروعًا نخبوياً على حساب المهمشين؟
من المستفيد الحقيقي من هذه الطفرة الاستثمارية؟
وماذا سيبقى بعد أن تُطفأ أضواء “المونديبال”؟

⚠️ من يُهدَّد فعلاً؟
رغم البريق الإعلامي، هناك قطاعات مجتمعية مغربية تشعر بالقلق لا الحماسة:
1. سكان الأحياء العشوائية والهامشية
مع مشاريع "تهيئة المدن" و"التحديث الحضري"، قد تُهدم منازل دون بدائل حقيقية، وقد يُهجّر السكان كما حدث في تجارب عالمية مشابهة (البرازيل نموذجًا في مونديال 2014).
"كأس العالم ليس لنا… بل للمستثمرين"، كما يردّد بعض سكان ضواحي الدار البيضاء ومراكش.
2. قطاعا الصحة والتعليم
يتخوف الموظفون والحقوقيون من تحويل ميزانيات التنمية الحيوية لصالح مشاريع الملاعب والبنية التحتية المرتبطة بالسياحة.
هل من العدل أن تُصرف الملايير على ملاعب فخمة بينما مستشفيات الأطلس والجنوب الشرقي بلا تجهيزات؟
هل ستبقى المدارس القروية من الطين بينما تُشيد فنادق فاخرة لجمهور المونديال؟
3. العاملون غير النظاميين
الأنشطة غير المهيكلة قد تُطرد من المشهد "لتجميل صورة المدن"، ما يعني إفقاد آلاف الأسر مصادر رزقها باسم التنظيم.

💰 من المستفيد الحقيقي؟
رغم الترويج بأن “الجميع سيربح”، تظهر الحقيقة أكثر تعقيداً.
المستفيد الأكبر من كأس العالم هم:
شركات العقار الكبرى: ستستحوذ على أراضٍ ومشاريع ضخمة
لوبيات السياحة والنقل
المقاولات المرتبطة بالملاعب واللوجستيك
الواجهة السياسية:
التي ستستغل الحدث لتلميع الصورة داخليًا وخارجيًا

أما المواطن العادي، فسيُطالبه الخطاب الرسمي بـ"الافتخار"، لكن دون ضمانات واضحة على أنه سيأكل أو يعمل أو يُعالج أفضل بعد المونديال.

⚽ ماذا بعد "المونديال"؟
التاريخ يُعلمنا أن ما بعد كأس العالم ليس دائمًا "أجمل":
في جنوب إفريقيا (2010): تحولت ملاعب ضخمة إلى أطلال مكلفة
في البرازيل (2014): زاد الفقر وانفجرت احتجاجات اجتماعية
في قطر (2022): لا تزال تداعيات التضخم العقاري مستمرة

فهل المغرب مستعدّ لما بعد الحدث؟
هل هناك رؤية لضمان استفادة دائمة من البنية التحتية؟
هل هناك خطط لحماية الفئات الهشة من الإقصاء؟
هل سيكون المونديال فرصة للعدالة المجالية أم لتعميق الفجوة بين المركز والهامش؟

🔚 الخلاصة: كأس العالم فرصة… ولكن لمن؟
لا جدال أن مونديال 2030 قد يكون فرصة تاريخية للمغرب ليرتقي عالميًا في البنية، الصورة، والحضور.
لكن السؤال الأهم ليس: هل سننجح في التنظيم؟
بل: من سيعيش نجاح المونديال؟
إن لم يُرافقه مشروع تنموي عادل، فإن الحدث قد يكون "حفلة كبرى… ولكن على حساب الفقراء".
المونديال ليس هدفًا في ذاته، بل وسيلة. فهل نُحسن استخدامه؟
أم سنصفق في الملاعب ونبكي في المستشفيات؟