شهدت إسبانيا والبرتغال، في 28 أبريل 2025، انقطاعًا واسع النطاق في التيا الكهربائي، مما أدى إلى توقف خدمات حيوية مثل شبكات الهاتف المحمول، الإنترنت، والقطارات، بالإضافة إلى تعطل إشارات المرور وتوقف المصاعد، مما أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين .
تسبب هذا الانقطاع في فقدان 60% من إنتاج الكهرباء في إسبانيا خلال خمس ثوانٍ، وهو ما يعادل 15 غيغاواط، مما أدى إلى انفصال البلاد عن شبكة الكهرباء الأوروبية . وقدرت الخسائر الاقتصادية الأولية بحوالي مليار يورو، مع توقعات بأن تكون الأضرار أقل من ذلك نظرًا لعودة التيار في بعض المناطق خلال ساعات .
دور المغرب في استعادة الكهرباء
لعب المغرب دورًا حاسمًا في إعادة تشغيل محطات توليد الكهرباء في جنوب إسبانيا، وذلك بفضل الربط الكهربائي بين البلدين عبر مضيق جبل طارق، والذي يتيح تبادل الطاقة بطاقة إجمالية تصل إلى 1,400 ميغاواط .
بمجرد تلقي طلب الاستغاثة من إسبانيا، بادرت الشبكة الوطنية المغربية بسرعة إلى ضخ الطاقة عبر الخطوط العابرة للمضيق، مما ساعد في تحقيق استقرار نسبي بالشبكة الإسبانية وتجنب تفاقم الأزمة .
التعاون الإقليمي وأمن الطاقة
هذا الحدث يسلط الضوء على أهمية التعاون الإقليمي في مجال الطاقة، حيث ساهمت أيضًا شركة الشبكة الفرنسية RTE بتقديم 700 ميغاواط من الكهرباء إلى إسبانيا، مما ساعد في استعادة التيار في معظم المناطق الشمالية والجنوبية من شبه الجزيرة الإيبيرية .
يتم تزويد المغرب لإسبانيا بالكهرباء عبر شبكة ربط كهربائي بحرية تُعد من أبرز مشاريع التعاون الطاقي بين إفريقيا وأوروبا. تتكون هذه الشبكة من خطين عاليي الجهد بقدرة 400 كيلوفولت، تم تشغيلهما في عامي 1997 و2006، وتبلغ قدرتهما الإجمالية 1,400 ميغاواط، مما يتيح تبادل الطاقة في الاتجاهين حسب الحاجة.
تربط هذه الخطوط بين محطة "فرديوة" في المغرب ومحطة "طريفة" في إسبانيا، وتمتد لمسافة 29 كيلومترًا تحت مياه مضيق جبل طارق.
خلال انقطاع الكهرباء الواسع الذي شهدته إسبانيا والبرتغال في 28 أبريل 2025، لعب المغرب دورًا حاسمًا في إعادة التيار الكهربائي. فقد خصص 38% من قدراته الطاقية، أي ما يعادل 519 ميغاواط، لتزويد إسبانيا بالكهرباء عبر هذه الشبكة، مما ساهم في استقرار الشبكة الإسبانية وتخفيف حدة الأزمة.
هذا التعاون يعكس أهمية الربط الكهربائي بين البلدين كجسر طاقي استراتيجي، ويبرز دور المغرب كمصدر موثوق للطاقة في المنطقة.
أظهر انقطاع الكهرباء الأخير في إسبانيا والبرتغال أهمية البنية التحتية للطاقة والتعاون الإقليمي في مواجهة الأزمات. وقد برز دور المغرب كفاعل رئيسي في استقرار الشبكة الكهربائية الإسبانية، مما يعكس تطور العلاقات بين البلدين وأهمية الربط الكهربائي في ضمان أمن الطاقة في المنطقة.