مفهوم الإدارات الفاشلة، كما يطرحه المصدر، يتجلى من خلال قصة رمزية تصور تدهور الإنتاجية والعمليات داخل كيان إداري. يشير المصدر إلى أن هذه القصة هي "مفهوم الإدارات الفاشلة في مجتمعاتنا ومؤشرات الدول الفاشلة".
تتطور القصة لتوضح كيف تتسبب قرارات إدارية متتالية في خلق نظام غير فعال، وينتهي المطاف بطرد العنصر المنتج الأصلي:
- البداية كانت بنملة مجتهدة تعمل بنشاط وهمة وسعادة، وتنتج وتنجز الكثير.
- تدخل الحمار (الذي يمثل الإدارة العليا) عندما رأى النملة تعمل بكفاءة دون إشراف. اعتقادًا منه أن الإنتاج سيزيد بوجود مشرف، قام بتوظيف الصرصار "مشرفًا عامًا على أداء النملة".
- قرارات الصرصار الأولى ركزت على الجوانب الإدارية بدلاً من الإنتاجية الفعلية:
- وضع نظام للحضور والانصراف.
- توظيف سكرتيرة لكتابة التقارير.
- تعيين العنكبوت لإدارة الأرشيف ومراقبة المكالمات الهاتفية.
- إعجاب الحمار بتقرير الصرصار دفعه لطلب تطوير التقارير بإدراج رسوم بيانية وتحليل للمعطيات، مما أدى إلى المزيد من الإجراءات الإدارية:
- شراء جهاز كمبيوتر وطابعة ليزر.
- تعيين الذبابة مسؤولة عن قسم نظم المعلومات.
- تأثر النملة سلبًا بهذه التغييرات؛ فقد "كرهت كثرة الجوانب الإدارية في النظام الجديد والاجتماعات التي كانت تضيع الوقت والمجهود".
- عندما شعر الحمار بوجود مشكلة في الأداء، بدلاً من معالجة الأسباب الجذرية، قرر تغيير آلية العمل بتعيين الجرادة "لخبرتها في التطوير الإداري".
- قرارات الجرادة زادت من النفقات الإدارية دون تحسين الأداء:
- شراء أثاث جديد.
- شراء سجاد في جميع الممرات.
- تعيين مساعد شخصي لمساعدتها في وضع الاستراتيجيات التطويرية وإعداد الميزانية.
- مراجعة الحمار لتكلفة التشغيل كشفت عن ضرورة تقليص النفقات، ولتحقيق ذلك عين البومة "مستشارًا ماليًا".
- تقرير البومة بعد دراسة الوضع لمدة ثلاثة أشهر خلص إلى أن "القسم يعاني من تكدس العمالة الزائدة".
- القرار النهائي للحمار كان فصل النملة، التي كانت في الأساس العنصر المنتج الوحيد والأساسي.
هذه السلسلة من الأحداث، من زيادة الإشراف غير الضروري، إلى تكديس المهام الإدارية، وتوظيف المزيد من الأشخاص في وظائف إدارية بيروقراطية، وزيادة النفقات، وصولاً إلى التخلص من الموظف المنتج بدعوى "تكدس العمالة الزائدة"، هي ما يعتبره المصدر نموذجًا للإدارات الفاشلة. هذا الفشل ينبع من عدم التركيز على الإنتاجية الحقيقية والمخرجات، وبدلاً من ذلك، الانغماس في التعقيدات الإدارية والبيروقراطية التي تزيد التكاليف وتقلل الكفاءة.