منوعات
يونيو 27, 2025
التوترات المرتبطة بوجود مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في بعض مناطق المغرب 🇲🇦🌍
مدن مغربية تعيش على وقع احتكاك يومي
الهجرة غير النظامية في المغرب: بين ضغط الواقع وتحديات التعايش المشترك
في السنوات الأخيرة، شهدت مدن مغربية مثل الدار البيضاء، فاس، طنجة، والعيون ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المهاجرين غير النظاميين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، هربًا من الفقر، الحروب، أو الحلم الأوروبي الذي يمر عبر بوابة المغرب.
لكن مع تزايد الأعداد وتراجع القدرة الاستيعابية، باتت بعض الأحياء تعاني من توتر اجتماعي ظاهر، يعبّر عنه السكان من جهة، والمهاجرون من جهة أخرى، وسط غياب حلول واضحة وشاملة من الجهات المعنية.
الوضع الميداني: اكتظاظ وتوتر.. وأمن غائب أحيانًا
في مناطق معينة، يشتكي سكان محليون من:
ازدحام الأحياء الشعبية بمهاجرين يعيشون في ظروف صعبة،
احتكاكات لفظية أو جسدية أحيانًا بين شباب الحي والمهاجرين،
ضعف التواجد الأمني أو غياب تدخل سريع في حالات الشغب أو الفوضى،
تحول بعض الساحات العامة إلى أماكن إقامة مؤقتة غير منظمة.
في المقابل، يؤكد نشطاء حقوقيون أن هؤلاء المهاجرين يعيشون في ظروف "غير إنسانية"، دون مأوى، دون عمل قانوني، ومعرّضين للعنف والاستغلال.
شهادات من الميدان:
🗣️ سعاد، ربة بيت من حي العيون بالدار البيضاء:
"نخاف نخرج بالليل. كثروا بزاف وما بقيناش مرتاحين، خاص الدولة تدخل."
🗣️ جون بيير، مهاجر من الكاميرون:
"ما بغيت نضر حد، بغيت غير نعيش ونخدم. كنعيش في الزنقة حيث ما عنديش فين نمشي."
الهجرة والفراغ القانوني: من يتحمّل المسؤولية؟
يشير باحثون في قضايا الهجرة إلى أن المغرب يحتاج:
سياسة هجرة واضحة تأخذ بعين الاعتبار الواقع الاقتصادي والأمني.
مراكز إيواء قانونية وإنسانية للمهاجرين المؤقتين.
مواكبة أمنية في الأحياء الحساسة لتفادي الانزلاق نحو الفوضى.
برامج إدماج مجتمعي للمهاجرين الشرعيين واحتواء التوتر.
المعضلة الكبرى: بين كرامة الإنسان وأمن المجتمع
يبقى السؤال مفتوحًا:
"كيف يمكن الحفاظ على كرامة المهاجر، واحترام حقوق الساكنة المحلية، دون الوقوع في فخ العنصرية أو الفوضى؟"
المعادلة معقدة، لكن الحلول تبدأ من إرادة سياسية واضحة وتواصل مجتمعي فعّال.
ما تعيشه بعض الأحياء المغربية اليوم ليس إلا وجهًا آخر لأزمة أكبر تتعلق بالهجرة الإقليمية والفقر العالمي.وإذا لم تُعالج الأسباب، سيبقى الاحتكاك مستمرًا، وقد يتطوّر إلى ما لا يُحمد عقباه… ما لم يتحرك الجميع: السلطات، المجتمع المدني، والمواطنون.