الجامع من اسماء الله الحسنى واسم الله الجامع في الأدلة التي دلت على ثبوته؛ إلا أن ثمة صور لجمع الجامع لعباده، ومن ذلك: أنه جمع المسلمين على دين واحد وقبلة واحدة وشعائر واحدة، يصلون ويصومون ويحجون وغيرها من الشعائر في وقت واحد وزمن واحد.
هو الذي جمع الكمالات كلها، ذاتا ووصفا وفعلا، الذي يجمع بين الخلائق المتماثلة والمتباينة، والذي يجمع الأولين والآخرين.
إن من أعظم ثمرات الإيمان بأسماء الله وصفاته -عَزَّ وجَلَّ- تَنْزِيه الله وتقديسه عن النقائص، ووصفه بصفات الكمال، ومن أسماء الله التي ينبغي أن نتدبر معناها ودلالاتها وآثارها الإيمانية اسم الله الجامع.
ومعنى اسم الله الجامع: الجامع لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال، (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الشوةى:11].
وهو -سبحانه- يجمع الله بين القلوب ويؤلف بينها، قال -تعالى-: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[الأنفال: 63].
ومن ذلك: جمعه -سبحانه- للكافرين والمنافقين في الدنيا، برؤية واحدة, ومعسكر واحد, ومخططات واحدة، ويوم القيامة سيجمعهم لا محالة، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا)[النساء:140].