آخر المواضيع

الحرب السيبرانية بين الجزائر والمغرب: تصعيد رقمي في ظل توترات سياسية


في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين الجزائر والمغرب توترات متزايدة، تجلت في تصعيد رقمي تمثل في هجمات سيبرانية متبادلة بين البلدين. تستهدف هذه الهجمات مؤسسات حكومية ومواقع إلكترونية حساسة، مما يعكس تحول الصراع من الساحة السياسية إلى الفضاء الإلكتروني.

هجمات متبادلة وتصعيد مستمر

اتهمت الجزائر المغرب وإسرائيل ودولاً أوروبية بشن "حرب سيبرانية" ضدها، بعد تعرض وكالة الأنباء الجزائرية لهجمات إلكترونية حادة أدت إلى تعطيل موقعها الرسمي. وأشارت الجزائر إلى أن مصادر هذه الهجمات تعود إلى المغرب وإسرائيل وبعض المناطق الأوروبية.

من جهته، تعرض المغرب لهجمات سيبرانية استهدفت مؤسسات حكومية، منها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ووزارة التشغيل، حيث تم تسريب بيانات حساسة. وردت مجموعات هاكرز مغربية على هذه الهجمات باختراق مؤسسات جزائرية، مثل المؤسسة العامة للبريد والاتصالات، وتسريب معلومات ووثائق سرية.

حرب الظلال: من يقف وراء الهجمات؟

تُثار تساؤلات حول الجهات التي تقف وراء هذه الهجمات السيبرانية. بينما تتبنى مجموعات هاكرز من كلا البلدين مسؤولية بعض الهجمات، يشير محللون إلى احتمال وجود أطراف خارجية تستغل التوترات بين الجزائر والمغرب لتحقيق أهداف جيوسياسية.

التأثير على الأمن الرقمي والمواطنين

تؤثر هذه الهجمات السيبرانية على الأمن الرقمي في كلا البلدين، حيث يتم تسريب بيانات شخصية ومعلومات حساسة، مما يعرض المواطنين لمخاطر متعددة، منها سرقة الهوية والابتزاز الإلكتروني. كما تؤدي هذه الهجمات إلى زعزعة الثقة في المؤسسات الحكومية والبنية التحتية الرقمية.

الحاجة إلى تعزيز الأمن السيبراني

في ظل تصاعد الهجمات السيبرانية، تبرز الحاجة إلى تعزيز قدرات الأمن السيبراني في الجزائر والمغرب، من خلال تحديث الأنظمة الأمنية، وتدريب الكوادر المتخصصة، وتطوير استراتيجيات فعالة للتصدي للهجمات الإلكترونية. كما يُعد التعاون الإقليمي والدولي في مجال الأمن السيبراني أمرًا ضروريًا لمواجهة التهديدات المتزايدة في الفضاء الرقمي.