تُعد الألعاب الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال والمراهقين في العصر الرق حيث توفر لهم الترفيه والتفاعل الاجتماعي. ومع ذلك، فإن الاستخدام المفرط لهذه الألعاب، خاصة تلك التي تحتوي على محتوى عنيف، قد يؤدي إلى ظهور سلوكيات عدوانية لدى التلاميذ.
1. مفهوم الإدمان على الألعاب الإلكترونية
يشير الإدمان على الألعاب الإلكترونية إلى الاستخدام المفرط والمستمر للألعاب الرقمية، بحيث يؤثر سلبًا على الأنشطة اليومية للفرد، مثل الدراسة، والنوم، والتفاعل الاجتماعي. يُظهر المدمنون على هذه الألعاب علامات مثل القلق عند عدم اللعب، وفقدان الاهتمام بالأنشطة الأخرى، والتفكير المستمر في اللعبة.
2. السلوك العدواني: تعريفه ومظاهره
السلوك العدواني هو تصرفات تهدف إلى إيذاء الآخرين أو التسبب في ضرر لهم، سواء كان ذلك جسديًا أو لفظيًا. من مظاهر السلوك العدواني لدى التلاميذ: العنف الجسدي، التنمر، استخدام الألفاظ الجارحة، وتحدي السلطة.
3. العلاقة بين إدمان الألعاب الإلكترونية والسلوك العدواني
أظهرت العديد من الدراسات وجود علاقة إيجابية بين إدمان الألعاب الإلكترونية والسلوك العدواني لدى التلاميذ. فعلى سبيل المثال، توصلت دراسة أجريت على طلاب المرحلة الإعدادية إلى أن هناك ارتباطًا بين ارتفاع مستوى الإدمان على الألعاب الإلكترونية وزيادة السلوك العدواني، مع وجود فروق بين الذكور والإناث لصالح الذكور في مستوى العدوانية .
4. العوامل المؤثرة في هذه العلاقة
نوعية الألعاب: الألعاب التي تحتوي على مشاهد عنف وقتال تزيد من احتمالية تبني اللاعبين لسلوكيات عدوانية.
مدة اللعب: كلما زادت ساعات اللعب، زادت فرص تأثر التلميذ بالمحتوى العدواني.
البيئة الأسرية: غياب الرقابة الأبوية والتوجيه قد يسهم في تعزيز السلوكيات السلبية.
العوامل الشخصية: مثل مستوى الذكاء العاطفي، والقدرة على التحكم في النفس، والتعرض للتنمر.
5. التوصيات للحد من التأثير السلبي
توعية أولياء الأمور: بأهمية مراقبة نوعية الألعاب التي يلعبها أبناؤهم، وتحديد أوقات اللعب.
تشجيع الأنشطة البديلة: مثل الرياضة، والفنون، والقراءة، لتعزيز التفاعل الاجتماعي وتخفيف الاعتماد على الألعاب الإلكترونية.
دمج التوعية في المناهج الدراسية: لتعليم التلاميذ عن التأثيرات السلبية للإدمان على الألعاب الإلكترونية.
توفير دعم نفسي: للتلاميذ الذين يظهرون سلوكيات عدوانية، من خلال جلسات إرشاد وتوجيه.
بينما توفر الألعاب الإلكترونية فوائد متعددة، فإن الإفراط في استخدامها، خاصة تلك التي تحتوي على محتوى عنيف، قد يؤدي إلى ظهور سلوكيات عدوانية لدى التلاميذ. من خلال التوعية، والرقابة الأبوية، وتوفير بدائل إيجابية، يمكن الحد من هذه التأثيرات السلبية وتعزيز بيئة تعليمية صحية وآمنة.