آخر المواضيع

: هل له فرصة في قلب معادلة السياسة؟ وما سبب عدائه المتصاعد مع ترامب؟


في خطوة مفاجئة ولكن غير بعيدة عن أسلوبه المثير، أعلن الملياردير إيلون ماسك، مؤسس شركات "تسلا" و"سبيس إكس" ومالك منصة X (تويتر سابقًا)، عن إطلاق حزب سياسي جديد تحت اسم: "حزب أمريكا – The America Party"، في ما يبدو أنه دخول مباشر إلى ساحة السياسة الأمريكية المتخبطة.

الحدث أثار زوبعة إعلامية وجدلًا واسعًا، خصوصًا أن ماسك ظل لسنوات يعبّر عن آرائه السياسية دون التزام واضح بأي حزب، قبل أن ينخرط الآن رسميًا في تأسيس قوة ثالثة محتملة تنافس الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء.

 ما هو "حزب أمريكا"؟
بحسب تصريحات ماسك، فإن الحزب الجديد يسعى إلى:
إنهاء الاستقطاب السياسي الحاد بين اليمين واليسار
الدفاع عن "الحرية المطلقة للتعبير"
دعم ريادة الأعمال والتكنولوجيا
مواجهة "الفساد العميق في واشنطن"
رفض الأجندات الأيديولوجية المتطرفة (سواء اليسارية أو المحافظة)
الشعار الرئيسي: "عقلانية، حرية، كفاءة"

🗳️ هل له فرصة واقعية في الفوز؟
رغم الجاذبية الإعلامية، دخول ماسك إلى السياسة يطرح أسئلة حقيقية حول فرص الحزب:
✅ نقاط قوة:
قاعدة جماهيرية ضخمة على السوشيال ميديا
تأثير إعلامي عالمي
دعم من وادي السيليكون وبعض رجال الأعمال المؤثرين
خطاب "ثالث" يخاطب فئة الأميركيين غير الراضين عن الجمهوريين أو الديمقراطيين

❌ تحديات واقعية:
غياب قاعدة حزبية تنظيمية في الولايات
قوانين صارمة للترشح والتمويل

مقاومة من الحزبين التقليديين
تشكيك في جدية ماسك واعتباره مجرد "مؤثر تقني" لا سياسي ناضج
الفرصة الكبرى لماسك ستكون في استقطاب الشباب والمستقلين، وربما لعب دور "صانع الملوك" أكثر من كونه مرشحًا رابحًا.

🤝 عداء متصاعد مع دونالد ترامب: ما السبب؟
رغم تقاربهما الظاهري أحيانًا، خصوصًا في كرههما المشترك لـ"الصحوة اليسارية" ووسائل الإعلام التقليدية، فإن العلاقة بين ماسك وترامب تشهد توترًا متزايدًا مؤخرًا، للأسباب التالية:

1. صراع egos (الأنوات)
كل منهما يرى نفسه "قائدًا مخلصًا للحرية والتغيير"، ويصعب تخيل أن أحدهما يعمل تحت قيادة الآخر.

2. موقف ماسك من العنف الانتخابي
ماسك عبّر أكثر من مرة عن قلقه من أحداث اقتحام الكونغرس (6 يناير 2021)، وهو ما لم يُرضِ ترامب وأنصاره.

3. ترامب يهاجم ماسك علنًا
في تجمعات انتخابية، وصف ترامب ماسك بـ"الكاذب الفاشل" واتهمه بـ"التملص من دعم الضرائب رغم أرباح تسلا".
ورد ماسك بأنه "لا يثق في عودة ترامب للرئاسة" ويرى أن البلاد تحتاج إلى "وجوه جديدة أكثر عقلانية".

4. التنافس على قاعدة اليمين التكنولوجي
كلاهما يستهدف فئة الناخبين الساخطين على النخبة التقليدية، وهو ما جعلهما يدخلان في صراع خفي على الجمهور ذاته.

🎯 هل نحن أمام ترمب جديد بنكهة تكنولوجية؟
قد لا يكون "حزب أمريكا" منافسًا فعليًا على الرئاسة في 2024 أو حتى 2028، لكنه بالتأكيد:
رسالة احتجاج ضخمة ضد النخبة السياسية
تهديد فعلي للنظام الحزبي الأمريكي الثنائي
وواجهة لظهور جيل جديد من السياسيين الخارجين من عالم التقنية والإعلام لا من المؤسسة السياسية الكلاسيكية
ماسك يدخل اللعبة بطريقته: سريع، مثير، مليء بالضجيج… لكن الزمن وحده سيُثبت إن كان مجرد فقاعة إلكترونية، أم بداية زلزال سياسي حقيقي.