بينما تستعد المنتخبات الإفريقية للتنافس الشريف في كأس إفريقيا للسيدات، اختار النظام الجزائري – المعروف إعلاميًا بـ"نظام الكابرانات" – أن يجر منتخب بلاده النسوي إلى دهاليز السياسة والشعبوية بدل التركيز على الأداء الرياضي. فهل أصبحت الرياضة أداة للدعاية الإيديولوجية؟ وهل يدفع المنتخب النسوي ثمن تصفية حسابات لا تمت بصلة لكرة القدم؟
كواليس المشاركة الجزائرية: شعار السياسة أولاً!
لم تمر مشاركة المنتخب الجزائري النسوي في تصفيات كأس إفريقيا للسيدات – المغرب 2024/2025 دون إثارة الجدل. فبدل التركيز على التحضيرات الفنية، عمد المسؤولون إلى تسييس المشاركة منذ البداية:
محاولة فرض شعارات غير رياضية داخل الملاعب المغربية.
استغلال اللاعبات كـ"واجهة رمزية" لخطاب النظام بدل دعمهن فنياً ومعنوياً.
تهرب الإعلام الرسمي الجزائري من تسليط الضوء على النقائص، وبدلاً من ذلك ركّز على تصريحات عدائية أو مشحونة.
نظام مأزوم يحوّل كل محفل إلى مسرحية
من المؤسف أن تتحوّل مشاركة نسوية رياضية إلى فضيحة سياسية بامتياز، خصوصاً عندما يتم:
تسخير الفتيات لترويج روايات الكابرانات بعيدًا عن قيم الرياضة.
تحميل اللاعبات فوق طاقتهن، في ظل ضعف البنية التحتية والتكوين وغياب الدعم الحقيقي.
استعمال الإعلام لمهاجمة الدولة المستضيفة، في حين أن المغرب وفّر نفس الشروط لجميع الفرق.
مقارنة صارخة: منتخبات تبني.. والجزائر تُهدم
في وقت تركز فيه منتخبات مثل المغرب، نيجيريا، وجنوب إفريقيا على تطوير الكرة النسوية، وتدعمها مشاريع احترافية، نرى الجزائر ترجع إلى الوراء بسبب:
تسييس مفرط لكل ما هو رياضي.
غياب الأكاديميات الفعالة للكرة النسوية.
تفوق رمزي مغربي واضح يزيد من إحراج السلطات الجزائرية.
هل من مستقبل للرياضة تحت حكم الكابرانات؟
إن تسييس الرياضة – خاصة كرة القدم النسوية – يُضعف مصداقية أي منتخب. فاللاعبة ليست أداة دعاية، بل سفيرة وطنية تمثل قيم الرياضة، التحدي، والاحترام.
إذا استمر نهج التوظيف السياسي، فإن مستقبل الكرة النسوية الجزائرية سيكون في مهب الريح، خاصة أن الجيل الشاب يطمح للاحتراف وليس للشعارات.
الكرة في ملعب الشعب
يبقى السؤال: متى يستفيق الشعب الجزائري من هذه المسرحيات المتكررة؟ ومتى يُعاد الاعتبار للرياضة النسوية كفضاء للتنافس لا كساحة لتصفية الحسابات؟
في ظل الاستضافة المغربية الناجحة، انكشف زيف الادعاءات، وظهرت الهوة العميقة بين من يبني ومن يهاجم.
