آخر المواضيع

الدمية "لابوبو" بين الواقع والخيال: تفاهة مربحة في زمن المنصات

في عالم يتغيّر بسرعة، ويصعد فيه المحتوى الخفيف على حساب المحتوى العميق، تظهر من وقت لآخر "ظواهر" رقمية تحقّق شهرة مدوّية رغم بساطتها أو تفاهتها الظاهرة. واحدة من أبرز هذه الظواهر مؤخرًا هي الدمية "لابوبو"، التي اجتاحت مواقع التواصل بمقاطع مصورة وصوتيات هزلية، وتحولت إلى رمز جماهيري مفاجئ، رغم أنها تفتقد لأي قيمة حقيقية تذكر. 
فهل نحن أمام جنون جماعي؟ أم أمام عبقرية تسويق؟ أم مجرّد انحدار ذوقي جماعي مربح؟


👶 من هي "لابوبو"؟
"لابوبو" ليست سوى دمية بلا ملامح دقيقة، ترتدي ملابس طفولية وذات صوت غريب مكسّر، تتكلم بلغة غير مفهومة، وتصدر أصواتًا أشبه بغناء أو بكاء أو تمتمة.
لكن ما بدأ كمجرد فيديو ساخر، تحوّل بسرعة إلى منتج تجاري و"تريند" عالمي، يتداول في صفحات الأطفال، والمراهقين، وحتى البالغين الباحثين عن ضحكة عابرة أو محتوى ساخر.

📈 من تفاهة إلى أرباح
قد تضحك على "لابوبو"، وقد تراها سطحية ومحرجة، لكن ما لا يمكن إنكاره هو:
✅ أرباحها المهولة من مشاهدات تيك توك ويوتيوب
✅ مبيعات ضخمة للدمى والألعاب المرتبطة بالشخصية
✅ استغلالها من قبل علامات تجارية كرمز ساخر لتسويق منتجاتها
بعبارة أخرى: التفاهة أصبحت سوقًا، و"لابوبو" ليست أول ظاهرة، لكنها من أكثرها رمزية.


🎭 بين الواقع والخيال
الخيال: يظهر في تمجيدها عبر الميمات والريمكسات، وتصويرها كـ"شخصية أيقونية".
الواقع: مجرد دمية من قماش رخيص، لا تملك تاريخًا، ولا عمقًا، ولا حكاية حقيقية.
هذا الانفصام يعكس واقعًا رقميًا يُضخّم الأشياء بدون سبب، ثم ينساها فجأة بمجرد ظهور تفاهة جديدة.

💡 هل الذنب في "لابوبو" أم في الجمهور؟
سؤال منطقي. فـ"لابوبو" لم تفرض نفسها بالقوة، بل تم تبنيها ومشاركتها من قبل ملايين المستخدمين.
إنها مجرد مرآة لعصر:
يفضل الضحك السريع على المعنى العميق،
ويمنح الشهرة لـ"التفاهة اللطيفة"،
ويصنع نجومًا بلا مضمون في زمن "السكرول واللايك".

📌 الخلاصة:
"لابوبو" ليست مجرد دمية… إنها ظاهرة تعكس كيف تغيّرت أولويات المشاهدة والاستهلاك الرقمي.
ربما نضحك اليوم، ثم ننسى غدًا، لكن الثابت الوحيد هو أن التفاهة في زمن المنصات قد تكون أكثر ربحًا من الإبداع نفسه.
فهل نعيش زمنًا تُكافأ فيه السطحية؟
أم أن لابوبو مجرد محطة عابرة في قطار تائه يبحث عن معنى؟
في النهاية، لابوبو تضحك… والبعض يربح الملايين.