في 24 يونيو 2025، انطلقاعتصام مفتوح غريب من نوعه فوق خزان مائي (يطلق عليه محليًا “شاطو الماء”) بجماعة أولاد يوسف بإقليم بني ملال. المعتصم، رجل أربعيني يُدعى بوعبيد ويُلقب بـ“فلسطين”، تسلّق الخزان احتجاجًا على وفاة والده الجندي المتقاعد في ظروف وصفها بالغامضة، مطالبًا بـ”تحقيق رسمي نزيه” يكشف الملابسات (هبة بريس).
🕰️ مسار الاعتصام وتصاعد التوتر
اليوم الأول (24 يونيو): صعد بوعبيد إلى قمة الخزان دون ماء أو طعام، متحديًا حرارة الشمس، ورفع لافتة يطلب فيها إنصاف قضيته. تجاوب معه أهل القرية، الذين جلبوا إمدادات غذائية وتضامنوا معه ميدانيًا.
الأيام التالية: ظل بوعبيد صامتًا في معظم الأوقات، ورفض النزول إلا بفتح التحقيق. وصلت تعزيزات للدرك والوقاية المدنية جاهزة للتدخل، لكن المفاوضات لم تثمر (Hespress).
🔨 العنصر الفاصل: اعتداءه على عنصر الوقاية المدنية
في الساعات الأولى من 12 يوليو، حاول عنصر من الوقاية المدنية الصعود لإنقاذ المعتصم وإقناعه بالنزول. إلا أن بوعبيد انتظر اللحظة المناسبة، وانقضّ عليه بضربات مبرحة بقضيب حديدي، مخلّفًا إصابته بجروح وكسور (Le12.ma).
وبحسب شهود، لم يحدث دفع أو سقوط قسري، بل اعتداء متعمد من بوعبيد استغل خلاله عنصر الإنقاذ الذي بدا مندهشًا من تطور الموقف.
😱 اللحظة المأساوية: القفز من القمة
بعد أن أصبح وضع العنصر المصاب لا يحتمل مزيدًا من التأخير في إسعافه، قرر عنصر الوقاية المدنية مخاطرة حياته بالقفز من أعلى الخزان محاولة تحرير نفسه من قبضة المحتج، لكن القفز لم يكن دقيقًا فوق بساط الأمان فتسبّب له في كسور متعددة (Le12.ma).
لاحقًا، روّت مصادر محلية أن بوعبيد، وفي لحظة يأس، ألقى بنفسه من فوق الخزان أيضًا، ما أصابه بإصابات بالغة، قبل أن ينقذه رجال الدرك والشرطة ويوضع في مستشفى بني ملال (موقع نبض).
📢 ردود الفعل المحلية والرسمية
سلطات بني ملال–أزيلال: فتحت تحقيقًا في حادثتي الاعتداء والقفز، وطلبت تقارير طبية وقضائية لتحديد المسؤوليات.
ساكنة أولاد يوسف: تباينت مواقفهم بين تعاطف مع مطالب بوعبيد بخصوص وفاة والده، واستنكار للعنف الشديد الذي مارسه.
جمعيات حقوقية ومحلية: دعت إلى فتح تحقيق مستقل حول ملابسات وفاة والد بوعبيد قبل هذه الأحداث، لتفادي وقوع مأساة أخرى.
⚖️ الخلاصة: صرخة مظلوم قادته إلى الكارثة
تحوّل اعتصام “بوعبيد فلسطين” الذي بدأ كصرخة بحث عن عدالة لوفاة والد متقاعد، إلى حلقات مأساوية من العنف والإصابات.
القضية تكشف هشاشة قنوات التواصل بين المواطنين والسلطات في القرى النائية، وأهمية التعامل المبكر مع الاحتجاجات المدنية قبل تفاقمها.
“نريد التحقيق في مقتل والدي قبل أن نفقد روحنا أيضًا.”
— رسالة بوعبيد التي انتقلت من فوق “شاطو الماء” إلى الإعلام الوطني.
