❝ حين يتحول اللاشيء إلى محتوى.. وتُصبح التفاهة مهنة مربحة ❞
في زمن لم يعد فيه الفكر أو الإبداع معيارًا للظهور، نشهد صعود جيل من "النجوم" الذين لا يقدّمون سوى حركات راقصة سطحية، تحديات عبثية، أو مشاهد استعراضية خالية من القيمة. مرحبًا بك في ما يسمى بـ"عصر التفاهة".
🎭 من نجم المسرح إلى نجم التيك توك.. تغيرت المعايير
في الماضي، كان الفنان يدرس ويتدرّب سنوات قبل أن يعتلي الخشبة. أما اليوم، يكفي أن تملك هاتفًا وكاميرا، وأن تُجيد بعض "الحركات" لجذب ملايين المشاهدات، حتى تُصبح "مؤثرًا" وربما "سفير نوايا حسنة".
من المسؤول؟ الجمهور؟ الخوارزميات؟ أم المجتمع الذي يغذي هذه الظاهرة؟
📉 ماذا نخسر مقابل هذه الظاهرة؟
تشويه الذوق العام: حيث تغيب القيم والجمال لصالح الإثارة الرخيصة.
ضياع القدوة: حين يُصبح قدوة أطفالنا شابًا لا يتحدث إلا بلغة "الترندات".
صعود "اللامعنى" كمعيار للنجاح: الشهرة لم تعد مرتبطة بالمضمون، بل فقط بعدد المشاهدات.
💸 شهرة بلا مضمون = أرباح ضخمة!
راقص أو راقصة تنشر 15 ثانية من "الفراغ"، وتحصد:
رعاية شركات،
دعوات للمهرجانات،
أموال ضخمة عبر البث المباشر.
وفي المقابل، مفكر أو باحث يُكافح لتوصيل فكرته، فلا يتجاوز 100 مشاهدة.
🧠 عصر التفاهة ليس وليد اليوم
في كتابه الشهير "عصر التفاهة"، يقول الكندي آلان دونو:
"في زمن التفاهة، يُقصى الأكفاء لأنهم يعقّدون الأمور، ويُكافأ التافهون لأنهم يُبسطونها."
🧭 ما الحل؟ هل يمكننا كبح المد التافه؟
✅ التربية على الذكاء الإعلامي منذ الصغر
✅ دعم المحتوى الجاد والمفيد
✅ محاربة "الشهرة من أجل لا شيء" بالتوعية
✅ وضع قوانين لتنظيم المحتوى المؤثر على المراهقين
🎯 خلاصة:
تيك توك ليس المشكلة. المشكلة حين يتحوّل العبث إلى قدوة، والتفاهة إلى هدف، والجمهور إلى وقود لهذا المسار.
لكن ما زال بإمكاننا إعادة التوازن، فقط إن رفضنا أن نكون متفرجين سلبيين.