آخر المواضيع

مفترق طرق: الفقر والبطالة والنخبة العربية المستفيدة


المغرب، الجزائر ومصر، تجتمع تحديات مشتركة وتجارب مؤلمة تكشف عن آثار الفقر المدقع والبطالة والتفكك الاجتماعي، في حين يستفيد من هذا الحالة المسؤولون فقط. إليك صورة واقعية لكل بلد مدعَّمة بحقائق من تقارير رسمية وأخبار موثوقة:

🇲🇦 المغرب
أزمة البطالة والجفاف: ارتفعت البطالة إلى 13.3 % في عام 2024، وسط فقدان 137,000 وظيفة في القطاع الفلاحي بسبب الجفاف المتواصل لمدة سبع سنوات خلفه، ووصل عدد العاطلين إلى 1.63 مليون شخص. يُذكر أن البطالة بين الشباب قفزت إلى 36.7%Reuters+1The Times+1.

استغلال النساء والأطفال: المغرب يشهد ارتفاعًا في ضحايا الاتجار بالبشر، وصل من 187 إلى 217 حالة سنة 2024، غالبًا لضحايا يُستدرجن بأوهام فرص العمل أو الهجرة، ثم يُستغلن جنسيًا أو يُفرض عليهن العمل القسري.

رفض للتضحيات الدينية: في ظل الغلاء، دعا الملك المواطنين إلى عدم التضحية بالأضاحي في عيد الأضحى لأول مرة في العصر الحديث، اعترافًا بالأزمة الاقتصادية والامتناع عن عبء إضافي على الفقراء.


🇩🇿 الجزائر
أزمة بطالة حادة واحتجاجات مستمرة: رغم ثراء البلاد بالغاز والنفط، يعاني العاطلون من الجوع. نسبة البطالة بين الشباب تجاوزت 25%، وتزايدت الاحتجاجات في الجنوب، خاصة في وهران، احتجاجًا على تهميش الحكومةdohainstitute.org+6Al Jazeera+6moviesalarm.com+6.

اعتماد الدولة على الدعم الاجتماعي بدل خلق فرص العمل: رغم إنفاق الجزائر نحو 17 مليار دولار على الدعم الاجتماعي، يقدر عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر بعشرة ملايين شخص، كما أن عدد الوظائف المستحدثة يظل ضئيلاً في ظل اقتصاد مهيمن عليه من قبل النخبة ومحدودية القطاع الخاص.

تعليق المعلمون والطلاب كمصدر احتجاج: نفّذ المعلمون إضرابًا عام 2025 احتجاجًا على ضعف الرواتب وسوء ظروف الشغل، تزامنًا مع احتجاجات الطلاب على المناهج البالية المهجورة التي لا تؤهل للخدمة مثلهم.

🇪🇬 مصر
اقتصاد مهيمن عليه الدولة ويعتمد على النمو عبر المشاريع الضخمة: الاقتصاد المصري يسيطر عليه القطاع العام والعسكري، ما حدّ من دور القطاع الخاص وأثر على خلق فرص العمل. كما تراجع دخل قناة السويس بمقدار 6 مليارات دولار نتيجة للصراعات في البحر الأحمر، وهو ما زاد من هشاشة الاقتصاد المصري.

ارتفاع معدلات الفقر والبطالة: يعيش نحو 30 % من السكان تحت خط الفقر، وأكثر من نصف أهل صعيد مصر (مثل محافظات أسيوط وسوهاج) تحت الفقر بشكل أكثر حدة (أعلى من 50 %)، بينما وصلت البطالة بين الشباب إلى خطر أمني محتمل بسبب حرمانهم من العمل الجاد.

احتجاجات نادرة لكنها مؤثرة: رغم الإجراءات القمعية، شهدت مناطق ريفية وأحياء شعبية احتجاجات ضد الضرائب أو أوامر الهدم، ما يظهر أن المعاناة وصلت إلى ذروتها حتى في ظل الخوف من نظام السلطة القمعية.

📌 فقر، بطالة، وتعطيل الحياة الاجتماعية: رغم اختلاف السياقات، فإن الشعوب الثلاث تعيش صعوبات اقتصادية متشابهة: ضعف فرص العمل، الفقر المتفشي، انهيار الدعم الاجتماعي، وانتشار الجريمة أو الاتجار بالبشر.

المستفيدون الحقيقيون: النخبة الحاكمة، المؤسسات العسكرية والدولة الرسمية، التي جمعت الثروات بينما تُحمّل المواطن العبء بضرائب وعسكرة اقتصاد.

المواطن في الحلبة بلا أمل: يُتهم بالفساد، يُجبر على التحمل، ويُلام حين يطالب بحقه، بينما يتركون مسؤولوه يتبارون في المصالح على حسابه.
لن يتغير المشهد إلا إذا تحرّر الشعب من آلية الخوف والصمت، وطالب بالإصلاح ومحاسبة من استنزف الثروات. القاسم الحقيقي بين الشعوب ليس سوى ظلم المشهد الواقع، مع إرادة مشتركة للتغيير.