هذا المقال بصيغة أكثر مباشرة ووضوحًا، مع إشارة للمدرب الحالي والأسماء السابقة، لتسليط الضوء على المشاهد المقلقة التي ظهرت في بعض اللقطات، مع نبرة وطنية غيورة وواضحة.
الإطار النسوي المغربي ضرورة حتمية لتأطير المنتخب النسوي: احترام للهوية وصون للكرامة
من غير المقبول أن يستمر المنتخب الوطني النسوي تحت إشراف أطر تقنية أجنبية رجالية لا تفهم لا لغتنا ولا ديننا ولا خصوصيات مجتمعنا. هل من المعقول أن يُشرف رجل أجنبي، لا يتحدث العربية ولا الأمازيغية ودائما محتاج لمترجم، على فتيات مغربيات في بيئة تتطلب أكبر قدر من الاحترام، الحساسية، والخصوصية؟
هل فعلاً نفتقر إلى الكفاءات الوطنية أم أننا ما زلنا أسرى عقلية التبخيس والتبعية لكل ما هو أجنبي؟ وهل من الطبيعي أن يكون مدربا أجنبيا – لا يتحدث لغتنا ولا يفهم ديننا أو ثقافتنا – مسؤول عن مجموعة من اللاعبات المغربيات، في محيط يتطلب حساسية ثقافية ودينية خاصة؟
ما يثير القلق أكثر، هو بعض الممارسات داخل محيط المنتخب التي تخرج عن السياق الرياضي وتُثير الريبة: احتكاكات جسدية مبالغ فيها، لمسات، عناق، همسات، وتراشق بالأيدي أو مواقف توحي وكأن اللاعبات مرغمات على تقمص سلوكيات لا تنتمي لبيئتهن الأخلاقية والاجتماعية.
هنا لا نتحدث عن نظرة "محافظة" أو "ضيقة"، بل عن احترام لمشاعر اللاعبات أولًا، ولثقافة مجتمع بأكمله ثانيًا، خاصة حين يتعلق الأمر بتمثيل الوطن على المستوى الدولي.
المدرب الحالي للمنتخب النسوي، أجنبي مثل سابقيه, وكلهم رجال.
والسؤال الذي يُطرح: أين هي الأطر المغربية النسوية؟ هل عقمت البلاد عن إنجاب نساء قادرات على تدريب وتأطير بنات جنسهن؟ أم أننا نُصر على التبعية والتقزيم المُهين للكفاءة الوطنية؟
الأخطر من كل هذا، هو المشاهد المتكررة والموثقة التي تظهر فيها لقطات عناق، لمس، واحتكاك جسدي بين المدرب والاطر واللاعبات، تحت مبررات "الفرح بالفوز" أو "مواساة في الخسارة",وكلاهما فرصة للفوز والتلذد بعناق حار ممهد لما يدور في الكواليس.
لسنا في الغرب., نحن في بلد له دين، وله ثقافة، وله حدود لا يمكن تجاوزها. فما قد يكون "عاديا" في ثقافة المدرب الأجنبي، هو مُخجل ومرفوض في ثقافتنا. هذه اللقطات تخدش الحياء العام، وتسيء لصورة المنتخب واللاعبات أمام المغاربة.
بل هناك شعور لدى البعض بأن اللاعبات يُجبرن على هذا النوع من التفاعل، وكأنهن مضطرات للمجاملة أو الظهور بصورة "عصرية" تساير المدرب وتُرضي الإعلام.
هنا نطرح سؤالًا بسيطًا ومباشرًا:
ما الذي يمنع من تعيين مدربة مغربية؟
هل الأمر يتعلق بكفاءة؟
لدينا في المغرب العشرات من اللاعبات السابقات، المؤطرات، والمدربات القادرات على تولي هذه المهمة بكفاءة ومسؤولية.
أم أن الأمر يتعلق بنظرة دونية للعنصر الوطني، وبأن "الخارج" دائمًا أفضل في أعين بعض المسؤولين؟!
اعتماد إطار مغربي نسوي لا يعني فقط تفادي "اللبس" أو "سوء الفهم"، بل هو تمكين حقيقي للمرأة المغربية، وإيمان بكفاءتها، وتقدير لدورها الطبيعي في تأطير بنات جنسها ضمن منظومة رياضية متكاملة. إطار يفهم اللغة، ويشارك اللاعبات مرجعياتهن، ويؤطرهن نفسياً وأخلاقياً، دون حواجز ثقافية أو لغوية.
هل من المنطقي أن نطالب لاعبة مراهقة أو شابة بالصبر على تعليمات صادرة بلغة لا تفهمها، أو بتصرفات لا تستوعب خلفياتها؟ هل نحن نُصدر الرياضة أم نُستورد الوصاية؟
إن المغرب لا يعاني من خصاص في الأطر النسوية ذات الكفاءة، بل يعاني من قصر نظر في تدبير الشأن الرياضي النسوي، ومن نزعة مستمرة لتقديس كل ما هو "وافد"، ولو على حساب الكفاءة الوطنية والانسجام الثقافي.
نحن لا نطالب بتغيير المدرب فقط، بل نطالب بتصحيح المسار برمّته. يتبني مشروع نسوي مغربي الهوية، مغربي التكوين، مغربي القيم.
نريد أن نشاهد منتخبا ينافس بمهارة، لا أن يتحوّل إلى عرض بصري محرج كلما ظهرت لقطة "فرح" أو "احتضان" بين المدرب الأجنبي وإحدى اللاعبات.
باختصار:رفض تحويل اللاعبات المغربيات إلى أدوات ترويج لانفتاح مزيف ومشاهد تخالف أخلاقنا، ونطالب بإطار نسوي مغربي يحترم ثقافتنا وكرامة بناتنا.
