ازدادت شهرة الظهير الأيمن للمنتخب المغربي ونادي باريس سان جيرمان، أشرف حكيمي، لا في الملاعب فحسب، بل في حياته الشخصية التي باتت مادة خصبة للحديث على مواقع التواصل. فبعد أيام من احتفاله بزفافه على المغربية خديجة خان، التي اشتهرت بسلوكها المحتشم وحيائها الأنيق، بدا حكيمي نفسه وكأنّه يختار “ستايل الأضواء” على غرار صديقه عثمان ديمبيلي. فما هي التناقضات التي تظهر جليّة في حياة “نجم المغرب” خارج الملعب؟
١. زفاف باهر وزوجة متواضعة
احتفل حكيمي بزفافه في حفل ضخم حضره كبار نجوم الكرة الأوروبية، مع أضواء وكاميرات وهدايا ثمينة. لكن لفت الانتباه أنّ العروس خديجة اختارت إطلالة محتشمة بألوان هادئة، وطرحت حجابها برقي، في مقابل العرس الفاخر والديكور المبهر. هذا التباين بين “بريق الاحتفال” و”تواضع الزوجة” بدا صورة مصغرة لكفّة دفعت البعض للتساؤل: هل يملك حكيمي انسجامًا حقيقيًا بين حياته العامة وحياته الخاصة؟
٢. “ستايل الأضواء” vs. خصوصية العائلة
حكيمي اعتاد نشر أفكار عن رحلاته الفاخرة وأزيائه المُصمَّمة، الزوجة تظهر خلف الستار، تحافظ على هدوئها وخصوصيتها.
ديمبيلي صديقه المقرب، يعشق ابتكار إطلالات جريئة على السجّاد الأحمر، وإشهار صفقاته الرائجة، بينما نادراً ما يُكشف عن حياته العائلية.
هذا الولع بـ“عرض الستايل” والأكسسوارات الفخمة يتعارض مع الصورة التقليدية للزوج المغربي الذي يقدّر الحياء ويحفظ مكانة زوجته بعيدًا عن أضواء الشهرة.
٣. تناقضات في الرسائل الإعلامية
يتحدث حكيمي عن أهمية القيم العائلية والتمسك بالأصول، لكنه يستخدم حساباته على السوشيال ميديا للترويج لصور الحياة الباذخة في باريس وللرفاهية التي قد تبدو لوهلة “بعيدة عن واقع الشباب المغربي”.
يغرد عن حملات خيرية وأهداف لتحفيز المواهب الصاعدة، وفي الوقت ذاته يتكرّر نشر صور لوجبات فاخرة وسيارات فارهة، ما يثير حفيظة متابعيه الذين يطالبون بالمزيد من التركيز على الجانب الإنساني والاجتماعي.
٤. حبُّ السفر… وبُعد أهل الدار
يعبّر تسجيليّات حكيمي الدائمة عن عشقه للسفر والتنقل بين “أمستردام – مدريد – باريس”، لكن أين موقع الجذور المغربية في هذه الرحلات؟
يرى الجمهور في خديجة مثالاً لـ”نخوة الحياء” و”التواضع الأصيل”، وكان من الممكن أن تكون سفريات حكيمي فرصة لعرض جمال مدينتها وقرى الأهل.
بدلاً من ذلك، بدا تركيزه منصبًّا على “وجهات الأثرياء”، ما عمّق الإحساس بفجوة بينه وبين جمهوره المغربي الباحث عن رمز قريب من همومه.
٥. أي حكيمي نريد؟
التناقضات في حياة حكيمي ليست جريمة؛ فهي حتمية لمن يعيش بين عالميّين: عالم الأضواء الإعلامية وعالم التقاليد القيمية.
لكن المطلوب أن يجد التوازن بينهما، فيكون سفيرًا حقيقيًا للقيم المغربية؛ لا باطنيًّا في العائلة وخارجيًّا “مؤثرًا بالرفاهية” فحسب.
حكيمي أمام فرصة لا تعوّض: أن يجسّد الصورة المشرقة للنجم العالمي، دون أن يخون بسمة زوجته المحتشمة وجيل الشباب المغربي الباحث عن مدلولات معيشية أقرب إلى الواقع والحشمة معًا.
فهل سيختار حكيمي يوماً أن تكون خديجة في الواجهة كشريك حياة وشريك رسالة، لا كظلٍّ رائقٍ خلف الكاميرات؟
هذا ما ينتظره عشّاقه، قبل صافرة البداية في المباراة القادمة وتطلعات المنتخب المغربي.
