آخر المواضيع

"لماذا يكره النظام الجزائري المغرب؟"



يُعبّر عن قضية شائكة ومعقدة تعود جذورها إلى التاريخ والسياسة والهوية. ورغم أن كلمة "يكره" قد تكون قاسية في السياق الدبلوماسي، فإننا سنتناول الموضوع بواقعية وعمق، لفهم أسباب التوتر الشديد بين النظام الجزائري والمغرب، لا سيما في العقود الأخيرة.

🇩🇿🤝🇲🇦 خلفيات التوتر الجزائري المغربي: من أين بدأ الخلاف؟
حرب الرمال (1963): البداية الدموية
بعد استقلال الجزائر، اندلعت حرب قصيرة بين البلدين بسبب نزاع حدودي في الصحراء الشرقية (تندوف وبشار). ورغم قصر الحرب، فإنها زرعت الشك العميق في العلاقة بين النظامين.

قضية الصحراء الغربية: جوهر الصراع
المغرب يعتبر الصحراء جزءًا من وحدته الترابية، بينما تدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تطالب بـ"استقلال الصحراء".
النظام الجزائري يرى في دعمه للبوليساريو مسألة "مبدأ وتحرر"، بينما يعتبره المغرب عداءً مباشرًا لوحدته وسيادته.

صراع الزعامة الإقليمية
كل من الجزائر والمغرب يريد أن يكون القوة الإقليمية الأولى في شمال إفريقيا.
الجزائر تعتمد على ثروتها النفطية ودورها في حركة عدم الانحياز، بينما المغرب يعتمد على استقراره، انفتاحه الاقتصادي، ودبلوماسيته المتعددة.

اختلاف النموذجين السياسيين
المغرب ملكية دستورية ذات اقتصاد منفتح.
الجزائر يحكمها نظام عسكري-مدني مغلق، يهيمن عليه الجيش.
هذا التباين يجعل الطرفين يتبادلان الانتقادات والنظرة العدائية.

دور "العدو الخارجي" في الداخل الجزائري
في فترات الأزمات الداخلية، يُستخدم "العدو الخارجي" كأداة لتحويل الأنظار عن المشاكل الاقتصادية والسياسية.
المغرب غالبًا ما يُقدَّم في الإعلام الرسمي الجزائري على أنه سبب كل مشاكل المنطقة، وهو ما يغذي الكراهية على المستوى الدعائي.

قوة المغرب الناعمة تُزعج النظام الجزائري
صعود المغرب في القارة الإفريقية، عودته للاتحاد الإفريقي، توغله الاقتصادي والدبلوماسي، وحتى نجاحاته الرياضية (كأس العالم)، كل ذلك يثير حساسية لدى النظام الجزائري، الذي يرى في هذه النجاحات تهديدًا لصورته.

🎙️ خلاصة: هل هو "كره" فعلاً؟
ما يبدو "كراهية" هو في الحقيقة عداء سياسي استراتيجي ناتج عن ملفات سيادية عالقة، غياب الثقة، وصراع على النفوذ.
الشعوب في العموم ليست في حالة عداء، بل كثيرًا ما تتبادل الود، لكن النظامين في حالة قِطَاع سياسي ودبلوماسي عميق.