مال وأعمال
أغسطس 02, 2025
إشراقة الرباط: الملاعب تحف فنية
المغرب يشهد تحولًا كبيرًا في مجال البنية التحتية الرياضية، حيث لا يتم بناء مجرد منشآت رياضية، بل يتم إنشاء صروح معمارية عالمية الطراز. هذه المشاريع تعكس طموح المغرب الواضح في هذا المجال، وتُظهر أن البلاد ترسم "متاحف معمارية تتجاوز الطموحات الوطنية الكبيرة". وقد أعجب مسؤولون من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بسرعة التجهيز وجودة البنية التحتية والأفكار الجديدة التي تُضاف إلى هذه التحف المعمارية.
تركز المصادر على مشروعين رئيسيين هما ملعب البريد بالرباط وملعب مولاي عبد الله.
ملعب البريد بالرباط:
يُعد ملعب البريد أحد "الأوراش الرياضية الكبرى" التي ستُغير وجه العاصمة الرباط. هذه المنشأة ليست مجرد مبنى رياضي، بل هي "رسالة واضحة على طموح المغرب في مجال البنية التحتية الرياضية".
- الهدف والوظيفة: سيكون الملعب حديثًا وبسعة محترمة، ومتوافقًا مع المعايير الدولية. سيخدم الفرق المحلية في مباريات الدوري والكأس، وسيكون مركزًا للتكوين واستضافة الدورات والأنشطة المدرسية. ورغم أنه ليس من الملاعب الكبرى مثل مركب محمد السادس أو ملعب طنجة، إلا أن هذه النوعية من المشاريع تُعتبر "العمود الفقاري للرياضة الوطنية"، وتُسهم في بناء قاعدة الأندية وتقريب الرياضة من المواطنين.
- حالة الأشغال: يتقدم العمل بوتيرة دقيقة ومدروسة.
- تفريش الأرضية: بدأت عملية تفريش طبقات الرمل في أرضية الملعب رسميًا. هذه العملية تُعد حساسة ومفصلية جدًا، إذ إنها تُهيئ الأرضية لزراعة العشب الطبيعي. يتم فرد الرمل في طبقات متساوية وموزونة لضمان تصريف جيد لمياه الأمطار وتثبيت العشب بشكل صحي وطبيعي. ويُشرف على هذه العملية دراسة للتربة واختبار المواد ومراقبة صارمة من المهندسين والتقنيين لضمان أعلى مستوى من الجودة.
- التسقيف: وصلت نسبة إنجاز عملية التسقيف الكبرى إلى 95%. يبدو السقف من بعيد "كجناح طائر عملاق" يغطي الملعب بشموخ. تم تركيب الهيكل المعدني الأساسي، وأُغلقت الألواح التي تشكل الغلاف العلوي في جميع الجهات تقريبًا، ولم يتبق سوى الرتوشات الأخيرة. يتميز التصميم بلمسة فنية عصرية مع استخدام مواد حديثة تجمع بين القوة والخفة ومقاومة العوامل المناخية.
- التصميم والتجهيزات: يتميز الملعب بتصميم جمالي وعصري يُزين الحي والإقليم. ويحتوي على تجهيزات حديثة تشمل مداخل الجمهور، غرف الملابس، الإضاءة، الصوت، والسلامة.
ملعب مولاي عبد الله:
يُعتبر ملعب مولاي عبد الله "تحفة معمارية" تقف شامخة في مدخل العاصمة من جهة الجنوب، "كطبق ذهبي" يستقبل الزوار ويُبهرهم. ويُشير المصدر إلى أن هذا الملعب سيُصبح "رمزًا للإبداع الهندسي المغربي الحديث".
- الإضاءة الخارجية: تُعد الإضاءة الخارجية للملعب نقطة تركيز أساسية في المرحلة الحالية، فهي ليست مجرد مصابيح عادية بل "لمسة فنية تزيد من إظهار التغليف المعقد المستوحى من سعف النخل".
- خيارات الإضاءة المطروحة:
- نظام الإضاءة الغامرة (Floodlighting): يُعتمد على كشافات ضوئية من الأرض إلى الأعلى، لكن هذا الأسلوب مستبعد لأن التغليف ليس مسطحًا ولا يعكس الضوء بالشكل المطلوب.
- الأنظمة الديناميكية (Dynamic Systems): مثل نظام "ديناميك في لاغريفيل" الذي يُحوّل الواجهة إلى شاشة لعرض رموز مثل العلم المغربي. هذا النمط يتطلب "شبكة كاملة من المصابيح الدقيقة المركبة بانتظام ومربوطة بنظام تحكم مركزي"، ويحتاج إلى تجهيزات معقدة ودقيقة ومرنة نظرًا لأشكال الواجهة المتداخلة والتموجات.
- نظام "ليفينغو وينز" أو "النسيج الحي" (Living Fabric): يُعطي إحساسًا بأن الواجهة تتنفس وتنبض بالضوء والحركة، وتتفاعل مع الأناشيد والتصفيق وحتى الألعاب النارية.
- النظام الأكثر ترجيحًا: بناءً على الخبراء والمتابعين، فإن الأقرب هو اعتماد نظام "لوينس نيت بايرن" (Lumens Net Bayern)، وهو الأنسب لهذه الواجهة المعقدة. يتم ذلك عن طريق تثبيت نقاط ضوئية صغيرة موزعة على الهياكل الحاملة للصفائح المعدنية للتغليف. هذه الصفائح المائلة والمتراكبة تُسهّل تركيب الأشرطة الضوئية وتُخفي الكابلات في النهار. في الليل، يتحول الملعب بأكمله إلى "شاشة عرض فني مبهرة تشعل نورًا وحركة".
- تفاصيل فنية: شبكة الإضاءة هذه لا تؤثر على التهوية في الملعب، حيث تلعب الفتحات والفجوات بين الصفائح دورًا مزدوجًا كديكور وتهوية، وفي نفس الوقت تُخفي معدات الإضاءة دون تشويه المظهر الخارجي.
- الرمزية: ستجعل الإضاءة التي ستُزين الملعب في الليل "جوهرة ساطعة في سماء الرباط".
بشكل عام، تُظهر هذه المصادر أن مشاريع الملاعب الرياضية في المغرب هي أكثر من مجرد إنشاءات رياضية، بل هي مشاريع معمارية فنية وهندسية متقدمة تعكس طموحًا كبيرًا للمملكة في البنية التحتية الرياضية، وتستهدف الارتقاء بمستوى الرياضة الوطنية إلى المعايير الدولية.






