آخر المواضيع

تأهب في منطقة منغوليا الداخلية في الصين، قتل 200 مليون في القرن 14.. الموت الأسود يظهر من جديد


الطاعون مرض معد يصيب القوارض وبعض الحيوانات الأخرى والبشر، وتسببه بكتيريا يرسينيا بيستيس (Yersinia pestis)، التي توجد في العديد من مناطق العالم، وذلك وفقا للمراكز الأميركية للتحكم في الأمراض والوقاية.

وتقول المراكز إن الناس تصاب عادة بالطاعون عندما يلدغهم برغوث مصاب ببكتيريا الطاعون، يمكن أن يصاب الناس أيضا من الاتصال المباشر بالأنسجة أو السوائل المصابة أثناء التعامل مع حيوان مريض أو حيوان مات بسبب الطاعون.
كما يمكن أن يصاب الناس من استنشاق قطرات الجهاز التنفسي بعد الاتصال الوثيق بالقطط والبشر المصابين بالطاعون الرئوي.
 أما الطاعون الدبلي الذي ظهر في الصين فهو أحد أنواع الطاعون، وفيه يصاب المريض فجأة بالحمى والصداع والقشعريرة والضعف وتضخم في العقد الليمفاوية وألم.

أنواع الطاعون:
الطاعون الدبلي (Bubonic plague)

يسبب التهابا في اللوزتين والطحال والغدة الزعترية، وتشمل أعراضه الحمى وقشعريرة وحساسية في الغدد الليمفاوية.

تاريخيا، كان يطلق على الطاعون الدبلي "الموت الأسود"، في إشارة إلى السواد في الأنسجة الناجم عن الغرغرينا (موت الأنسجة) في أجزاء من الجسم، مثل الأصابع، التي يمكن أن تحدث مع المرض.

وسبب الموت الأسود وباء عالميا ضرب أوروبا وآسيا في القرن 13، وهناك عدة تقديرات للأشخاص الذين قتلهم الموت الأسود، ويعتقد أنه قتل نحو 50 مليون شخص في أوروبا، أي ما يقرب 60% من سكان القارة. أما عالميا فتشير تقديرات إلى أن وفياته تراوحت بين 75 و200 مليون.
الطاعون الإنتاني (septicemic plague)

وفيه تقوم البكتيريا بالتكاثر في الدم، وتشمل أعراضه حمى وقشعريرة وصدمة، يسببها النزف، ونزيفا تحت الجلد أو في أعضاء الجسم.
الطاعون الرئوي (Pneumonic plague)

وهو أشد أنواع الطاعون خطورة، ويسبب التهابا رئويا، وينقل المصابون به العدوى للآخرين.
صعدت السلطات الصينية احتياطاتها بعد أن تأكد ظهور حالة واحدة من الطاعون الدملي في مدينة بيانور في منطقة منغوليا الداخلية ذات الحكم الذاتي.
ويقبع المصاب، وهو راع، قيد الحجر في حالة مستقرة، بحسب ما ذكرته تقارير رسمية.

وأصدر مسؤولون تحذيرا من الدرجة الثالثة في نظام يتكون من أربعة مستويات، بعد ظهور الإصابة.
وينتج الطاعون الدملي عن عدوى بكتيرية، وقد يكون مميتا، ولكن يمكن علاجه بالمضادات الحيوية المعتادة.
وفي بادئ الأمر، أُبلغ عن الحالة الجديدة على أنها حالة مشتبهة من الطاعون الدملي السبت، في مستشفى بمدينة بيانور.
والطاعون الدبلي يطلق عليه تاريخيا اسم "الموت الأسود"، وسبّب وباء عالميا ضرب أوروبا وآسيا في القرن 14، وقتل وقتها بين 75 و200 مليون.
وقالت اللجنة الصحية في مدينة بيان نور -في بيان- إن المصاب في حالة مستقرة، وهو في مستشفى بالمدينة.


ومنعت اللجنة صيد وتناول الحيوانات التي قد تكون حاملة للطاعون -لا سيما المرموط- حتى نهاية العام، وحثت السكان على الإبلاغ عن وجود أي قوارض مريضة أو ميتة.
وأفيد عن إصابة مشبوهة بالطاعون لدى فتى يبلغ 15 عاما الاثنين في منغوليا المجاورة، وفق وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية، وذكرت أن الفتى عانى من ارتفاع في الحرارة بعد تناوله مرموطا اصطاده كلب.
ولم تتضح بعد أسباب إصابة المريض، ولا الكيفية التي أصيب بها.
ويمنع مستوى التحذير الثالث، الذي فرضته السلطات، صيد الحيوانات التي قد تكون ناقلة للطاعون وأكلها كذلك. كما يُطالب الناس بالإبلاغ عن أي حالة يشتبه بها.

تظهر من وقت لآخر حالات إصابة بالطاعون الدملي في أنحاء من العالم.
وظهرت في مدغشقر أكثر من 300 إصابة خلال موجة انتشار في عام 2017.
وفي مايو/ أيار من العام الماضي، توفي رجلان في منغوليا بسبب هذا الطاعون، وقد أصيبا بالمرض بعد أكلهما لحم أحد القوارض نيئا.
وقال مسؤول في منظمة الصحة العالمية في عاصمة منغوليا، أولانباتر، لبي بي سي إن أكل لحم المرموط وكليته نيئا أمر يُعتقد في التراث الشعبي أنه مفيد للصحة.

ويُعرف عن هذا الحيوان القارض حمله لبكتيريا الطاعون، وهو مرتبط بحالات الإصابة في منغوليا. ولا يزال صيده غير قانوني هناك.

ومن أعراض الطاعون الدملي تضخم الغدد الليمفاوية. ويصعب تشخيصه في المراحل الأولى، بسبب تشابه أعراضه، التي لا تظهر إلا بعد حوالي ثلاثة إلى سبعة أيام، مع أعراض الأنفلونزا.
ولا يحتمل أن يؤدي ظهور حالات من الطاعون الدملي، الذي يعرف بالموت الأسود، إلى أن يصبح وباء.
وقال شانتي كاباغودا، وهو طبيب متخصص في الأمراض المعدية في مركز ستانفورد الصحي لبي بي سي " لدينا الآن، على عكس الوضع في القرن الـ14، فهم ومعرفة بالكيفية التي ينقل بها هذا المرض".

وأضاف: "ونعرف كيف نمنعه. ولدينا القدرة على علاج المرضى المصابين به، بمضادات حيوية فعالة".
وأدى "الموت الأسود" إلى وفاة حوالي 50 مليون شخص في أفريقيا، وآسيا، وأوروبا في القرن الـ14.
وكان آخر انتشار مرعب له في لندن في عام 1665، في ما عرف بالطاعون العظيم، حيث قتل فيه نحو خُمس سكان المدينة. وانتشر أيضا في موجة أخرى في القرن الـ19 في الصين والهند، وقتل بسببه وقتها أكثر من 12 مليون شخص.